الأربعاء، 6 يوليو 2011

موازنة العمل و العبادة

الدنيا عمل وجزاء , ما تقدمه باليمين تحصده باليسار , و الإنسان العاقل الذي يعلم أين تكون مصلحته سعى وراءها كان الأفلح ؛ و يقصد بالمصلحة أي ما ينفعنا في الدنيا و الآخرة في آن واحد , فالإنسان في دنياه يعمل كأنه سيعيش إلى الأبد و لكنه في الوقت ذاته يعمل لآخرته كأنه سيموت في الغد ! لأن الموت كالضبف المفاجئ  الذي ربما  لا تتوقع مجيئه و لكنه يباغتك بقدومه , فهل حضرت شيئا  من واجب الضيافة يليق بمقامه !؟.
هنا نفهم أن الدنيا دار عمل , و لكن الإنسان بطبيعته إنسان ! أي انه في نفس الوقت الذي عليه أن يكثر من الطاعات , عليه أن يسارع في تقديم الأفضل لأمته و مجتمعه في هذه الدنيا بشتى المجالات , لكن للأسف كثير منا في أيامنا هذه يفتقد إلى كيفية الموازنة بين الدار الفانية و الدار الخالدة فيكثر الخطأ بل و قد تنتشر بعض المعاصي فتغلب الدنيا على الآخرة , وفي نفس الوقت أمتنا لا تحتاج إلى رهبان قابعين في صوامعهم لا يدرون بما حولهم من علم و عمل ..
هنا يكون ذكاء المسلم , فحري على المسلم هنا أن يجعل لنفسه خطة يسير عليها حياته , حيث أن كل شيء يحتاج إلى تخطيط ؛ حتى العبادة , وفي نفس الوقت تكون تلك الخطط ضمن ما تملي عليه شريعته من أحكام يستعين بها ليمشي في طريق مستقيم متوازن نحو هدفه , فالصحابة رضي الله عنهم والتابعين أيقنوا ذلك فكانت حياتهم حياة علم و عمل ينتهيان إلى زيادة في الأجر و نفع للأمة , أمثال الشافعي  و الحسن البصري أو الزهراوي أو الحسن بن الهيثم .. سخروا أنفسهم لطاعة الله و نفع الأمة فنجحوا في الصعيدين ..
و يقول الله تعالى في كتابه الكريم { فإا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض } حثا على العمل , و كن كما راينا قدم الانتهاء من الصلاة فالبطاعات يوفقنا الله لما يحب ويرضى , و يقول تعالى { قل ما عند الله خير من اللهو و من التجارة } نرى في الآيتين السابقتين الموازنة بين خير الدنيا و خير الآخرة , حيث أن السبيل الأمثل لذلك و هو تجديد و إخلاص النية في كل شيء فيكون لنا في كل خطوة .. و في كل نفس .. و كل عمل نجاح في الدنيا و فلاح في الآخرة بإذن الله تعالى .